قطر..حاملة الطائرات الأمريكية الثابتة

http://www.alshames.com/%5Carchive%5Cupload%5C54342011022814441.jpgقد يرى البعض في قطر ، أنها تلك الدولة التي تقف إلى جانب الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وتتصدر مشهد ما يسمى بدول الممانعة العربية.
وهي الصورة التي روجت لها فضائية الشيخ حمد " الجزيرة " ، باعتبارها السلاح الضارب لهذه الدولة التي يحكمها نظام "مشيخي" عائلي متخلف ، فيه يتم التعامل مع مجموع السكان في هذه الدولة كقطيع ، تابع للشيخ الذي يملك الأرض ومن عليها وذلك بهدف القيام بدور لا يؤهلها له كتلتها السكانية والجغرافية.
وفي الوقت التي بدأت تلك الدولة عام 1996 في البحث عن دور يتجاوز قدراتها الموضوعية من خلال الإعلام في ظل فقر وعجزعربي غير مسبوق وسيادة أساليب إعلامية تجاوزها الزمن ، في مجال حرية الرأي والتعبير ونقل الخبر والرأي والرأي الآخر ، في ظل ثورة المعلومات والاتصالات ، وبعد أن أصبح العالم عبارة عن قرية كونية كبيرة وفضاء مفتوح.
عملت تلك الدولة ومنذ عام 1996 وفي خط مواز على بلورة فكرة إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في تلك الدولة، هي قاعدة العديد ،عندما وافق حمد بن خليفة آل ثاني على استضافة معدات وأجهزة أمريكية عسكرية تكفي لتسليح لواء، ثم تطور الأمر لتشمل الاستضافة 30 مقاتلة و 4 طائرات نقل ، وذلك كان الدافع لبناء قاعدة جوية رئيسية في الخليج لاستضافة هذه القوات و غيرها في المستقبل ، وفي المقابل تحصل دولة قطر على الحماية الأمريكية وحماية حلف الناتو من ما تسميه التهديدات الخارجية المحتملة للدوحة.
ويبدو واضحا أن تحول مشيخة قطر إلى أحد أهم القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج ،قد بدأ يتبلور عام 1996 ، وقبل انطلاق فضائية الشيخ حمد "الجزيرة " ، عندما مهدت تلك المشيخة لذلك عام 1995 ، يقول الكاتب والمحلل السياسي الامريكي وليم آركن:" تشكل قطر أهم بنية عسكرية أمريكية في المنطقة، وفيها يوجد المقر الميداني للقيادة العسكرية الأمريكية المركزية للمنطقة الوسطى من العالم ( CENTCOM) التي تمتد من آسيا الوسطى وحتى القرن الإفريقي، في الوقت الذي يتواجد فيه المقر الرئيسي لتلك القيادة في قاعدة ماك دل MacDill الجوية في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية". ويمكن أن نؤرخ هذه العلاقة وفق تحولات العقد الأخير من القرن الماضي والتي وضعت الولايات المتحدة أجندتها وفق الجدول الاتي:
1 - منذ 1995 بدأت قطر تستضيف بعضا من القوات الأمريكية العاملة في الخليج وبالأخص القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق.وقد تواجد وقتها أكثر من 3000 عسكري أمريكي معظمهم من خبراء الاتصالات، وقد تم نصب واحدة من أكبر شبكات الرادارات لرصد أية تحركات عراقية وقتها أو إيرانية وذلك استنادا إلى تقارير البنتاغون نفسة. وخلال مرحلة التسعينات تحولت قطر إلى واحدة من أكبر مخازن السلاح والعتاد الأمريكي في المنطقة الوسطى، وقد بنت الحكومة القطرية على نفقتها مجمعا يضم سبع وعشرين مبنى لتخزين الآليات العسكرية ومباني للقوات الأمريكية ضمن المخطط الأمريكي لضرب العراق.
2 - قبل أحداث 11/ سبتمبر/ 2001 كانت القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة الوسطى قد أنشأت أربعة مراكز خاصة بها في قطر تتمتع بحرية العمل العسكري والاستخباراتي بالإضافة إلى الحق في استخدام أربع وعشرين مرفقا عسكريا كان في الأصل تابعا للقوات المسلحة القطرية، وفي ذلك الوقت كانت معدات عسكرية متقدمة خاصة بالفرقة المدرعة الثقيلة قد خزنت في موقعين منفصلين حماية لهما، الموقع الأول في السيلية والثاني في مكان يبعد 531 ميلا جنوب غرب الدوحة.
3 - بين عامي 2002 - 2003 ولأسباب وصفت وقتها بالأمنية حسب تقارير وزارة الدفاع الأمريكية، انتقلت القيادة الجوية العسكرية من مقرها القديم في السعودية إلى مقرها الجديد في قاعدة العيديد الجوية في قطر التي تفتخر بأطول وأفضل مدارج الطائرات في كل المنطقة الوسطى، ويصرح أركن أن الحكومة القطرية أنفقت مايزيد على أربعمائة مليون دولار لتحديث قاعدة العيديد وغيرها من القواعد العسكرية والمخابراتية التي سلمتها للولايات المتحدة مقابل توفير الحماية العسكرية الأمريكية لدولة قطر ولضمان عرش أميرها في المنطقة. وقد قال وقتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني (كان وقتها لايزال وزيرا للخارجية القطرية) أن موضوع منح حق قاعدة العيديد للولايات المتحدة كان موضوع بحث منذ عهد الرئيس كلينتون. ولقد كشف السفير الامريكي لدى قطر (تشيس انترماير) عن صفقة بين الولايات المتحدة وقطر لتصبح قاعدة العيديد مقرا دائما للقيادة الأمريكية المركزية في المنطقة الوسطى. وفي مؤتمر صحفي للسفير المذكور قال: "أنه في حالة انسحاب القوات الأمريكية من العراق ستكون قطر أحد المحطتين اللتين سيتم الانسحاب من خلالهما مؤكدا على اتفاقية تنص على ضمان بقاء القوات الأمريكية في قطر" (باعتبارها القاعدة المركزية في المنطقة الوسطى).
وحول نفس الموضوع قال العميد ( تيموثي سكوت) قائد جناح الاستطلاع الجوي(379) أن واشنطن والدوحة تنسقان يوميا للعمليات العسكرية في القاعدة، في ضوء الاتفاقية الدائمة لبقاء القوات الامريكية في العيديد.
معلومات اولية عن قاعدة السيلية في قطر:
استنادا إلى بيانات البنتاغون فإن قاعدة السيلية أكبر مخزن لتخزين الأسلحة والمعدات الامريكية ليس في المنطقة الوسطة فقط بل في العالم اجمع، وتشتمل القاعدة على مخزن مكيف يشغل مساحة 26 الف متر مربع استغل قسم منه لتخزين بعض احتياطي الولايات المتحدة من قنابل الاعماق، وقد ظهر اسم القاعدة خلال الحرب الاسرائيلية مع حزب الله في تموز 2006 عندما اعرب خبراء عسكريون امريكيون عن قلقهم من انخفاض مستوى الاحتياطي من هذه القنابل شديدة الانفجار قبل قرابة شهرين من بدء العمليات العسكرية في لبنان. فلجأت البنتاغون الى زيادة الاحتياطي في قاعدة السيلية ليتم سحبها اثناء العمليات العسكرية، وقد استغلت قاعدة بريستوك في اسكتلندا لتكون معبرا للقنابل الذكية من قطر الى اسرائيل لاستعمالها ضد لبنان وحزب الله. وفي عددها الصادر في 29 تموز (يوليو) 2006 قالت صحيفة (صنداي هيرالد): " أن الشحنات العسكرية الامريكية ذهبت الى اسرائيل من مكانين مختلفين هما مخازن وزارة الدفاع في الولايات المتحدة وقاعدة السيلية الامريكية في قطر". كما اشارت الصحيفة وقتها الى تقارير خبير الاسلحة المستقل الاول في بريطانيا (داي وليام) الذي حذر من أن هذه الاسلحة تشكل تهديدا امنيا كبيرا لسلامة مطار بريستوك" حيث قال: " إن هذه الاسلحة هي الاكثر فتكا في العالم إذا استثنينا القنبلة النووية". وقد قدم العديد من الخبراء العسكريين اعتراضاتهم حول الاخطار المحتملة في حالة حدوث اخطاء في الشحون اونشوب حرائق عرضية قد تؤدي الى اشتعال النيران في المطار وتفجير الاسلحة الفتاكة ولو بطريق الصدفة.
عندما بدأت تستضيف بعضاً من القوات الجوية المكلفة بالإشراف على منطقة حظر الطيران في جنوب العراق. ومن ثم تحولها خلال التسعينات إلى واحدة من أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة، وبنت على نفقتها مجمعاً يضم سبعاً وعشرين مبنىً لتخزين الآليات والقوات الأمريكية استعداداً للعدوان على العراق.
وهذا تطلب انتقال المقر الميداني للقوات الخاصة، التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى، إلى قاعدة السيلية القطرية عام 2001. وحضنت السيلية بعدها المقر الميداني للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى المذكورة أعلاه، وقد تمت عملية نقل المقر الميداني تحت ستار التمرين العسكري "نظرة داخلية" Internal Look، الذي كان في الواقع تمريناً على خطة قيادة العدوان على العراق Operation Iraqi Freedom، وهذا التمرين جرى عام 2002، أي بغض النظر عن أية خطوات سياسية قامت أو لم تقم بها القيادة العراقية آنذاك، فقد كانت خطة العدوان رهن التنفيذ.
وكان للقيادة المركزية الأمريكية في المنطقة الوسطى CENTCOM قبل أحداث 11 سبتمبر أربعة مرافق خاصة بها في قطر، بالإضافة إلى حقها باستخدام أربعاً وعشرين مرفقاً تابعة للقوات المسلحة القطرية، وكانت معدات فرقة مدرعة ثقيلة قد خزنت في موقعين منفصلين، الأول في السيلية، والثاني في مكانٍ ما على بعد 531 ميلاً جنوب غرب الدوحة.
والطريف أن الرمز العسكري المشفر للنشاطات العسكرية الأمريكية في قطر هو "معسكر سنوبي" Camp Snoopy، وسنوبي شخصية كرتونية مألوفة ، تجده في المسلسلات والرسوم الكرتونية في الصحف والمجلات، ويأتي أحياناً على شكل ألعاب للأطفال. ويضم معسكر سنوبي اليوم:
1ــ مطار الدوحة الدولي،
2ــ معسكر السيلية،
3ــ قاعدة العديد الجوية،
4ـ نقطة تخزين ذخيرة في قاعدة فالكون-78، تقول مراجع على الإنترنت أنها موجودة في منطقة تسمى صلنة، أو صلنح، وأخيراً،
5ــ محطة أم سعيد للدعم اللوجستي.
هذا، وقد سبق واستضافت قاعدتا مطار الدوحة الدولي والعديد الجويتين أسراباً كثيرة من الطائرات الأمريكية المقاتلة وطائرات الشحن والحاملة للدبابات وغيرها. فالدوحة تعتبر محور النقل الجوي العسكري الأمريكي إلى دجيبوتي، ودوشنبي في طاجيكستان، والمصيرة في عمان، وقندهار في أفغانستان، وشمسي في باكستان.
وتقع قاعدة السيلية العسكرية خارج العاصمة القطرية الدوحة بنحو 30 كم فقط ويتم تقدير الكلفة المادية لتلك القاعدة بحوالي 110 مليون دولار باسعار عام 2000 ، وتستطيع القاعدة دعم لوائين مدرعين كاملين بمعداتهما ، وكانت القاعدة بدأت استقبال القوات الامريكية فيها بداية من عام 1995 .
وتم تطوير القاعدة لاستضافة قيادة الجيش الثالث الامريكي والقيادة المركزية الامريكية ، وبتلك القاعدة مع قاعدة العديد وعدة مراكز أخري ، أصبحت القواعد الأمريكية في قطر أكبر قواعد أمريكية في العالم خارج حدود الولايات المتحدة.
وتضم القاعدة اسوارا محصنة بمواقع مدافع عيار 0.50 ، وبداخلها مباني القاعدة ومنشأتها التي تتسع لحوالي 11.000 جندي امريكي متواجدين فيها ، وتحوي القاعدة علي عدد 150 دبابة M1 Abrams ، وكذلك عدد 116 مدرعة M2 Bradley ، وبالاضافة الي 112 ناقلة جند ومشاة مختلفة الطراز .
وتبلغ مساحة القاعدة 1.6 مليون قدم مربع أو حوالي 37 فدان من المساحة المخصصة للتخزين ، وبها طرق تصل طولها إلي أكثر من 10 كيلومتر ،
بلغت تكلفة هذه القاعدة (التكلفة لا تشمل الإنشاءات الإضافية) أكثر من مليار دولار أمريكي ، و قد مولت الحكومة القطرية المشروع بالكامل و قامت بالتعهد بتأمين الأموال للإنشاءات المستقبلية ، و أصبحت هذه القاعدة بعد اكتمالها أكبر قاعدة أمريكية خارج الأراضي الأمريكية ، و استخدمت لاحقا في الحرب على أفغانستان حيث بلغ عدد القوات المتواجدة بها حوال 10،000 جندي بالإضافة ل 120 طائرة عام 2001 ، و كانت هذه القاعدة هي المركز الرئيسي لإدارة الحرب على العراق علم 2003

0 التعليقات

أضف تعليق

Copyright 2009 Simplex Celebs All rights reserved Designed by SimplexDesign