أي فلسطين ووطن عربي تريد قطر ؟؟

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjVKl0ap3NfrxDOgiyBp-JmlY0mlFQtlh8RLd7bYMHNm3CnhJ2DUNin1GXXgpbEI9sBUnP5GS2orTaOC-3oKHOhRxkL1aoCra6wX5FLjpByl9yvXXCWF18qD42iSvgzkwHBt8En07Xdy0S1/s286/images.jpegمع بداية شهر نيسان الحالي قام أمير قطر بزيارة أمريكا لأداء مناسك العمرة السياسية ، ولتلقي التعليمات من الكاهن الأمريكي الأكبر ، حيث وللحصول على بركاته وشرف مقابلته ومصافحة وتقبيل أياديه البيضاء الرحيمة غير الملوثة بالدماء العربية ، طاف بالبيت الأبيض سبع أشواط زائد واحد لإثبات حسن تبعيته وولاءه ، تبعها وللتقرب أكثر من جنتها بشرب الماء من عين السي أي أيه الطهور المطهرة من رجز الوطنية والقومية العربية ، قام بعدها بصلاة ركعتين خلف مقام بوش الأب والابن المقاتل القدس ، حيث سمح له بعد التأكد من نجاحه بأداء طقوس العمرة الأمريكية بدخول باحة البيت الأبيض لمقابلة الرئيس الأعظم الذي يقول لكل غيره من القادة ( ارحل ) ، وقد سجل للمتعبد القطري جلوسه أمام مضيفه بهدوء وأدب وتميز بحسن الإصغاء وقلة الكلام ، وهي من صفات المتحاور اللامع والمتعبد المخلص الذي تبحث عن مثله أمريكا لقيادة دول الشرق الأوسط الجديد .
وهناك أثبت قائد قطر أنّ دويلته ما زالت كما دولة إسرائيل الكيان تسابقان الزمن لإفشال قرار الشرعية الفلسطينية إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة بحدودها الدائمة وعاصمتها القدس ، والذي كانت اتخذت قرارا فلسطينيا ثابتا بحتمية تنفيذه في شهر سبتمبر القادم .
فدولة إسرائيل الكيان المغتصبة لفلسطين والرافضة بالمطلق الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، ما زالت تعتبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، هو فعل فلسطيني عدائي سيشكل خطرا استراتيجيا عليها ، لإصرار الدولة الفلسطينية وقيادتها على إخلاء الدولة الفلسطينية من المستوطنين والمستوطنات ، وعلى خيار القدس العربية عاصمة دينية وسياسية دائمة لها ، لذا فإنّ إسرائيل ما زالت ترفض مشروع الدولة الفلسطينية الموحدة المستقلة بحدودها الدائمة كما يطرحها ويصر على بنيتها ومقوماتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ( أبو مازن ) ، وإن كانت أعلنت مرارا أنها ستوافق على قيام هامشية بحدود مؤقتة مفرغة من مقومات الدولة الحرة المستقلة ، وبشرط أساسي أضافي وهو أن تكون قابلة للحياة بالمفهوم الأمني والاقتصادي الإسرائيلي ، بما يعني أن تكون نسخة طبق الأصل عما هي عليه دويلة حماس الإسلامية التي برهنت عمليا أنها دولة قامعة للحريات ومقاومة للفكر النضالي ، ونجحت إلى حد كبير بضبط الأمن على حدود إسرائيل مع غزة وهو الأمن الذي نعمت به إسرائيل لأول مرة منذ قيامها .
وهي من أجل أمنها وتوسعها وراحة مستوطنيها ويهودية كيانها ، تسابق الزمن وتعمل مباشرة ومن خلف الستار لإفشال التحرك الفلسطيني لإعلان الدولة ، وذلك بمباشرتها بحياكة الفتن داخل المجتمعات العربية بهدف إشغال العرب في أنفسهم وبقضاياهم الداخلية الجديد تحت مسميات التحرير والتغيير ، ولإشغال الغرب ومجلس الأمن في قضايا العرب الجديدة ، وهي ترتكز بكل خطواتها الهادفة لبلبلة الموقف القومي العربي على التدخل القطري السياسي المدعوم بالقوة المالية التي بنيتها الغاز القطري ، والمستقوي بالأجنبي لصالح قضاياه واستراتيجياته ، وعلى الإعلامي القوي المرتكز على القوة الناعمة التي بطلتها قناة الجزيرة ، وهو التدخل الذي هدفه تغيير الأنظمة العربية القائمة بأخرى موالية أو أكثر موالاة بما ينسجم مع المصلحة القومية الغربية ، وبما يتناسب مع المرحلة القادمة التي عنوانها أكثر من ثلاثين دولة عربية سمتها أن تكون قطرية فاشلة مختلفة فيما بينها ومتلهية بمشاكلها ومطالب شعوبها الفئوية ، وشعار هذه المجموعة الجديدة من الدول الخطير المتوقع ، لا لدولة فلسطينية حرة مستقلة ضمن الخارطة الجديدة المعدة للوطن العربي ، ونعم لدويلة فلسطينية مسالمة تفتقر للإمكانات وتفتقد للمقومات ، كما قال حاكم قطر خلال لقائه مؤخرا الرئيس الأمريكي أوباما .
أما دويلة قطر ( الإسلامية ـــ القومية ـــ الحرة ) فهي باشرت اللعب بالنار منذ انقلاب حمد غير الشرعي على والده ، وأخذت توجهها بما يخدم النار الغربية والإسرائيلية لحرق وطنية الشعوب العربية ، فقد ساهمت قطر وفضائيتها الجزيرة المتربعة على كرسي الإعلام العربي العدائي ضد الأمة العربية والموجه ضد تطلعاتها القومية بتغيير النمط الفكري السياسي العربي الوطني والقومي من أجل شرق أوسط جديد فيه دول الخليج الثابتة الخرائط والحدود والنظم خط أحمر ، وبجواره إيران الممسوكة بإتباع سياسة الاحتواء وتبادل المصالح معها ، وما دون ذلك فيجب ولا ضير من تغييره بما يتوافق أو يتقاطع بين الأجندات الغربية والإسرائيلية والإيرانية المهددة للمستقبل العربي ، ولمستقبل الدولة الفلسطينية .
وبعد تلقي أمير قطر التعليمات والأوامر ، حاول إقناع الإدارة الأمريكية بالعودة للمعركة ضد ليبيا ، والتي ستكون من وجهة نظر قطر خاسرة إن لم يسقط نظام العقيد ويبقى القذافي بالسلطة ، لما سيشكل ذلك من خطر مستقبلي على نظام قطر وإعلامها ، كما طلب الأذن بالسماح للطائرات القطرية بقصف مجمع العزيزية لقتل العقيد القذافي ، ليتم وضع مخطط تقسم ليبيا المتفق عليه بين الأفرقاء المتآمرين ضد ليبيا موضع التنفيذ ، وهو ما قامت بتنفيذه طائرتين أمريكيتين دون طيار بمشاركة طائراتها ليلة أمس .
أما هدف الزيارة الأساسي والخطير بنفس الوقت فهو محاولة قطر مصادرة ملف القضية الفلسطينية من خلال بحث حمد مع الأمريكيين في مسألة إقامة الدولة الفلسطينية التي وصفها أثناء اللقاء وبعده للأعلام ( بالمسالمة ) ، لإفساح المجال أمام قطر والجزيرة لإكمال اللعبة ضد النظم والشعوب العربية ، خاصة بعد بدء تململ الأغلبية الصامتة من الشعوب العربية ضد قطر وقناة الجزيرة ، وبدء فهمها لمهمات الطرفين غير الوطنية وغير الأخلاقية ضد النظم والشعوب العربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وهي الزيارة التي تبعها قيام وفد قطري عسكري وسياسي واقتصادي وأمني رفيع المستوى بزيارة تل أبيب أيام 17 / 18 / 19 الجاري للبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وطاقم من الموساد والخارجية الإسرائيلية في هذه المسألة المهمة تحديدا ، والتي أضيفت لها على جدول الأعمال نقطتين أساسيتين ، أولها إقناع إسرائيل بتثبيت الهدوء في قطاع غزة وإقناع إسرائيل بوقف خرقها لاتفاق النار غير المعلن بين حماس وإسرائيل ، والثانية إقناع إسرائيل بأهمية حماس السياسية كشريك أساسي لإسرائيل في المرحلة المقبلة ، خاصة مع إثباتها أنها معنية بأمن إسرائيل وغزة على حد سواء وقدرتها على قيادة وإدارة الدولة الفلسطينية المسلمة الجديدة كبديل ممكن عن قيادة الرئيس محمود عباس ( أبو مازن ) .
أما أهم منجزات الزيارة فهو حصول القطريين على الضوء الأخضر من أمريكا وإسرائيل للسماح لهم بإثارة المشاكل والفوضى الخلاقة داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية ، حيث حاولت قطر إقناع الطرفين المعنيين بأمن إسرائيل ويهوديتها ، أنّ تحريضها والجزيرة الفضائية للشعب الفلسطيني لإعلان انتفاضته الثالثة في الضفة الغربية دون غزة والذي سيبدأ قبيل وأثناء احتفالاته بذكرى النكبة في 15 يونيو القادم لن تكون أو توجه ضد إسرائيل بأي حال من الأحول ، بل سيكون هدفها وضع حد لبقاء واستمرار السلطة الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية ، وإنها ستكون موجهة ضد قيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظامه ، لتهيئة الظروف أما قيادة حماس للقيام بدورها المرسوم لها أمريكيا وإسرائيليا وقطريا على أكمل وجه .

0 التعليقات

أضف تعليق

Copyright 2009 Simplex Celebs All rights reserved Designed by SimplexDesign